قصه لا يخسر من يقراها

المشرفون: نواب المدير العام،فريق الاشراف والاداره

أضف رد جديد
هدير مجدى
مجموعه العضوات النشيطات
مجموعه العضوات النشيطات
مشاركات: 6793
اشترك في: 20 يناير 2009, 21:38
النوع: انثى
الحاله الاجتماعيه: متزوجه
الحاله الوظيفيه: بدون عمل
انا حاليا: حزين
مكان: مصر

قصه لا يخسر من يقراها

مشاركة بواسطة هدير مجدى »

المعلمةقصة يخسرمن لا يقرأئهاو يندم من لا يتعلم منهاثلاث دقائق فقطحين وقفت المعلمة أمام الصف الخامس في أول يوم تستأنف فيهالدراسة، وألقت على مسامع التلاميذ جملة لطيفة تجاملهم بها، نظرت لتلاميذها وقالتلهم: إنني أحبكم جميعاً، هكذا كما يفعل جميع المعلمين والمعلمات، ولكنها كانتتستثني في نفسها تلميذاً يجلس في الصف الأمامي، يدعى تيدي ستودارد.


لقدراقبت السيدة تومسون الطفل تيدي خلال العام السابق، ولاحظت أنه لا يلعب مع بقيةالأطفال، وأن ملابسه دائماً متسخة، وأنه دائماً يحتاج إلى حمام، بالإضافة إلى أنهيبدو شخصاً غير مبهج، وقد بلغ الأمر أن السيدة تومسون كانت تجد متعة في تصحيحأوراقه بقلم أحمر عريض الخط، وتضع عليها علامات x بخط عريض، وبعد ذلك تكتب عبارة "راسب" في أعلى تلك الأوراق.



وفي المدرسة التي كانت تعمل فيهاالسيدة تومسون، كان يطلب منها مراجعة السجلات الدراسية السابقة لكل تلميذ، فكانتتضع سجل الدرجات الخاص بتيدي في النهاية. وبينماكانت تراجع ملفه فوجئت بشيءما!!



لقد كتب معلم تيدي في الصف الأول الابتدائي ما يلي: "تيدي طفلذكي ويتمتع بروح مرحة. إنه يؤدي عمله بعناية واهتمام، وبطريقة منظمة، كما أنه يتمتعبدماثة الأخلاق".



وكتب عنه معلمه في الصف الثاني: "تيدي تلميذ نجيب،ومحبوب لدى زملائه في الصف، ولكنه منزعج وقلق بسبب إصابة والدته بمرض عضال، مما جعلالحياة في المنزل تسودها المعاناة والمشقة والتعب".



أما معلمه فيالصف الثالث فقد كتب عنه: "لقد كان لوفاة أمه وقع صعب عليه.. لقد حاول الاجتهاد،وبذل أقصى ما يملك من جهود، ولكن والده لم يكن مهتماً، وإن الحياة في منزله سرعانما ستؤثر عليه إن لم تتخذ بعض الإجراءات".



بينما كتب عنه معلمه فيالصف الرابع: "تيدي تلميذ منطو على نفسه، ولا يبدي الكثير من الرغبة في الدراسة،وليس لديه الكثير من الأصدقاء، وفي بعض الأحيان ينام أثناءالدرس".



وهنا أدركت السيدة تومسون المشكلة، فشعرت بالخجل والاستحياءمن نفسها على ما بدر منها، وقد تأزم موقفها إلى الأسوأ عندما أحضر لها تلاميذهاهدايا عيد الميلاد ملفوفة في أشرطة جميلة وورق براق، ما عدا تيدي. فقد كانت الهديةالتي تقدم بها لها في ذلك اليوم ملفوفة بسماجة وعدم انتظام، في ورق داكن اللون،مأخوذ من كيس من الأكياس التي توضع فيها الأغراض من بقالة، وقد تألمت السيدة تومسونوهي تفتح هدية تيدي، وانفجر بعض التلاميذ بالضحك عندما وجدت فيها عقداً مؤلفاً منماسات مزيفة ناقصة الأحجار، وقارورة عطر ليس فيها إلا الربع فقط.. ولكن سرعان ما كفأولئك التلاميذ عن الضحك عندما عبَّرت السيدة تومسون عن إعجابها الشديد بجمال ذلكالعقد ثم لبسته على عنقها ووضعت قطرات من العطر على معصمها. ولم يذهب تيدي بعدالدراسة إلى منزله في ذلك اليوم. بل انتظر قليلاً من الوقت ليقابل السيدة تومسونويقول لها: إن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي! !



وعندما غادرالتلاميذ المدرسة، انفجرت السيدة تومسون في البكاء لمدة ساعة على الأقل، لأن تيديأحضر لها زجاجة العطر التي كانت والدته تستعملها، ووجد في معلمته رائحة أمهالراحلة!، ومنذ ذلك اليوم توقفت عن تدريس القراءة، والكتابة، والحساب، وبدأت بتدريسالأطفال المواد كافة "معلمة فصل"، وقد أولت السيدة تومسون اهتماماً خاصاً لتيدي،وحينما بدأت التركيز عليه بدأ عقله يستعيد نشاطه، وكلما شجعته كانت استجابته أسرع،وبنهاية السنة الدراسية، أصبح تيدي من أكثر التلاميذ تميزاً في الفصل، وأبرزهمذكاء، وأصبح أحد التلايمذ المدللين عندها.

وبعد مضي عام وجدت السيدة تومسونمذكرة عند بابها للتلميذ تيدي، يقول لها فيها: "إنها أفضل معلمة قابلها فيحياته".



مضت ست سنوات دون أن تتلقى أي مذكرة أخرى منه. ثم بعد ذلككتب لها أنه أكمل المرحلة الثانوية، وأحرز المرتبة الثالثة في فصله، وأنها حتى الآنمازالت تحتل مكانة أفضل معلمة قابلها طيلة حياته.



وبعد انقضاء أربعسنوات على ذلك، تلقت خطاباً آخر منه يقول لها فيه: "إن الأشياء أصبحت صعبة، وإنهمقيم في الكلية لا يبرحها، وإنه سوف يتخرج قريباً من الجامعة بدرجة الشرف الأولى،وأكد لها كذلك في هذه الرسالة أنها أفضل وأحب معلمة عنده حتىالآن".



وبعد أربع سنوات أخرى، تلقت خطاباً آخر منه، وفي هذه المرةأوضح لها أنه بعد أن حصل على درجة البكالوريوس، قرر أن يتقدم قليلاً في الدراسة،وأكد لها مرة أخرى أنها أفضل وأحب معلمة قابلته طوال حياته، ولكن هذه المرة كاناسمه طويلاً بعض الشيء، دكتور ثيودور إف. ستودارد!!



لم تتوقف القصةعند هذا الحد، لقد جاءها خطاب آخر منه في ذلك الربيع، يقول فيه: "إنه قابل فتاة،وأنه سوف يتزوجها، وكما سبق أن أخبرها بأن والده قد توفي قبل عامين، وطلب منها أنتأتي لتجلس مكان والدته في حفل زواجه، وقد وافقت السيدة تومسون على ذلك"، والعجيبفي الأمر أنها كانت ترتدي العقد نفسه الذي أهداه لها في عيد الميلاد منذ سنواتطويلة مضت، والذي كانت إحدى أحجاره ناقصة، والأكثر من ذلك أنه تأكد من تعطّرهابالعطر نفسه الذي ذَكّرهُ بأمه في آخر عيد ميلاد!!

واحتضن كل منهما الآخر،وهمس (دكتور ستودارد) في أذن السيدة تومسون قائلاً لها، أشكرك على ثقتك فيّ، وأشكركأجزل الشكر على أن جعلتيني أشعر بأنني مهم، وأنني يمكن أن أكون مبرزاًومتميزاً.



فردت عليه السيدة تومسون والدموع تملأ عينيها: أنت مخطئ،لقد كنت أنت من علمني كيف أكون معلمة مبرزة ومتميزة، لم أكن أعرف كيف أعلِّم، حتىقابلتك.



(تيدي ستودارد هو الطبيب الشهير الذي لديه جناح باسم مركز "ستودارد" لعلاج السرطان في مستشفى ميثوددست في ديس مونتيس ولاية أيوا بالولاياتالمتحدة الأمريكية، ويعد من أفضل مراكز العلاج ليس في الولاية نفسها وإنما علىمستوى الولايات المتحدة الأمريكية).


إن الحياة ملأى بالقصص والأحداثالتي إن تأملنا فيها أفادتنا حكمة واعتباراً

. والعاقل لا ينخدع بالقشور عناللباب،ولا بالمظهر عن المخبر،ولا بالشكل عن المضمون.

يجبألا تتسرع في إصدار الأحكام،وأن تسبر غور ما ترى،خاصة إذا كانالذي أمامك نفساً إنسانية بعيدة الأغوار،موّارة بالعواطف،والمشاعر،والأحاسيس،والأهواء،والأفكار.

أرجو أن تكون هذه القصة موقظة لمن يقرؤها من الآباءوالأمهات، والمعلمين والمعلمات، والأصدقاء والصديقات
همس السما
مراقب عام
مراقب عام
مشاركات: 4282
اشترك في: 13 مايو 2010, 09:31
النوع: انثى
الحاله الاجتماعيه: غير متزوج
الحاله الوظيفيه: صاحب عمل
انا حاليا: متفائل
مكان: مصر

Re: قصه لا يخسر من يقراها

مشاركة بواسطة همس السما »

هذه القصة الرائعة أثارت مشاعرى وأبكتنى انها فعلا معبرة والمعنى واضح لعل كل من يقرؤها يستفيد منها ... شكرا لكى هدير
أضف رد جديد

العودة إلى ”اسرار الطفوله“