بعض البدع التي تقام في شهر رمضان

كل الموضوعات التى تتحدث عن فضائل الشهر الكريم

المشرفون: نواب المدير العام،فريق الاشراف والاداره

أضف رد جديد
هبه
مراقب عام
مراقب عام
مشاركات: 8350
اشترك في: 05 إبريل 2008, 15:39
النوع: انثى
الحاله الاجتماعيه: غير متزوج
الحاله الوظيفيه: بدون عمل
انا حاليا: حزين
مكان: مصر
اتصال:

بعض البدع التي تقام في شهر رمضان

مشاركة بواسطة هبه »

بعض البدع التي تقام في شهر رمضان

شهر رمضان شهر مبارك ، وفضائله كثيرة ، وقد شرع فيه من الأعمال والقرب الشىء الكثير ، ولكن المبتدعة المعارضين لقوله الله تعالى " اليوم أكملت لكم دينكم " المائدة 3

أحدثوا بدعاً في هذا الشهر الفضيل ، وأرادوا بها إشغال الناس عن القرب المشروعة ، ولم يسعهم ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته _ رضوان الله عليهم _ ومن تبعهم بإحسان من السلف الصالح _ رحمة الله عليهم _ الذين كانوا أحرص الناس على الخير فزادوا في الدين ما ليس منه ، وشرعوا ما لم يأذن به الله ، ومن هذه البدع :

أولاً .. قراءة سورة الأنعام :

مما ابتدع في قيام رمضان في الجماعة ، قراءة سورة الأنعام جميعها في ركعة واحدة ، يخصونها بذلك في آخر ركعة من التراويح ليلة السابع أو قبلها . فعل ذلك ابتداعاً بعض أئمة المساجد الجهال مستشهداً بحديث لا أصل له عند أهل الحديث ، ولا دليل فيه أبضاً ، إنما يروى موقوفاً على علي وابن عباس وذكره بعض المفسرين مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم في فضل سورة الأنعام بإسناد مظلم عن أبي بن كعب رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" نزلت سورة النعام جملة واحدة يشيعها سبعون ألف ملك ، لهم زجل بالتسبيح والتحميد "
فاغتر بذلك من سمعه من عوام المصلين .

وعلى فرض صحة الحديث فليس فيه دلالة على استحباب قراءتها في ركعة واحدة ، بل هي من جملة سور القرآن ،فيستحب فيها ما يستحب في سائر السور ، والأفضل لمن استفتح سورة في الصلاة وغيرها أن لا يقطعها بل يتمها إلى آخرها وهذه كانت عادة السلف

وورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ سورة الأعراف في صلاة المغرب ، وإن كان فرقها في الركعتين .

وكذلك ما ثبت في الصحيحين عن جابر رضى الله عنه أنه قال : " أقبل رجل بناضحين _ وقد جنح الليل _ فوافق معاذا يصلي ، فترك ناضحة وأقبل على معاذ ، فقرأ بسورة البقرة _ أو النساء _ فانطلق الرجل ، وبلغه أن معاذا نال منه ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فشكا إليه معاذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" يا معاذ أفتان أنت _ أو أفاتن أنت _ أو أفاتن _ ثلاث مرار ، فلولا صليت بسبح اسم ربك الأعلي ، والشمس وضحاها ، والليل إذا يغشى ، فإنه يصلي وراءك الكبير والضعيف وذو الحاجة ) رواة البخاري .

ناضحة :النواضح : الإبل التي يستقى عليها ، وأحدهما ناضح

فكون قراءة سورة الأنعام كلها في ركعة واحدة في صلاة التراويح بدعة ، ليس من جهة قرائتها كلها ، بل من وجوه أخري :

الأول : تخصيصة ذلك بسورة الأنعام دون غيرها من السور ، فيوهم ذلك أن هذا هو السنة فيها دون غيرها ، والأمر بخلاف ذلك .

الثاني : تخصيص ذلك بصلاة التراويح دون غيرها من الصلاة ، وبالركعة الأخيرة منها دون ما قبلها من الركعات .

الثالث : ما فيه من التطويل على المأمومين ، ولا سيما من يجهل أن ذلك من عادتهم ، فينشب في تلك الركعة ، فيقلق ويضجر ويتسخط بالعبادة .


الرابع : ما فيه من مخالفة السنة من تقليل القراءة في الركعة الثانية عن الأولي ، فقد ثبت في الصحيحين
" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعتين الأوليين من صلاة الظهر بفاتحة الكتاب وسورتين يطول في الأولي ، ويقصر في الثانية ، ويسمع الآيه أحياناً .. وكان يطول في الركعة الأولي من صلاة الصبح ويقصر في الثانية " رواة البخاري


وقد عكس صاحب هذه البدعة الأمر فإنه يقرأ في الركعة الأولي نحو آيتين من آخر سورة المائدة ، ويقرأ في الثانية سورة الأنعام كلها ، بل يقرأ في تسع عشرة ركعة نحو نصف حزب من المائدة ، ويقرأ في الركعة الموفية عشرين بنحو حزب ونصف حزب وفي هذا ما فيه من البدعة ومخالفة الشريعة .

وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _ عما يصنعه أئمة هذا الزمان من قراءة سورة الأنعام في رمضان في ركعة واحدة ليلة الجمعة هل هي بدعة أم لا ؟

فأجاب _ رحمه الله _ ( نعم بدعة ، فإنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من الصحابة والتابعين ، ولا غيرهم من الأئمة أنهم تحروا ذلك ، وإنما عمدة من يفعله ما نقل عن مجاهد وغيره من أن سورة الأنعام نزلت جملة مشيعة بسبعين ألف ملك فاقرأوها جملة لأنها نزلت جملة ، وهذا استدلال ضعيف ، وفي قرائتها جملة من الوجوه المكروهة أمور منها :

أن فاعل ذلك يطول الركعة الثانية من الصلاة على الأولي تطويلاً فاحشاً والسنة تطويل الأولي على الثانية كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ومنها : تطويل آخر قيام الليل على اوله . وهو بخلاف السنة ، فإنه كان يطول أوائل ما كان يصليه من الركعات على أواخرها ، والله أعلم . مجموع الفتاوي



بدعة صلاة التراويح بعد المغرب

وهذه البدعة من فعل الرافضة ، لأنهم يكرهون صلاة التراويح ، ويزعمون أنها بدعة أحدثها عمر بن الخطاب رضى الله عنه ومعروف موقفهم من عمر بن الخطاب رضى الله عنه فيدخل في ذلك ما يزعمون أنه أحدثه .

فإذا صلوها قبل العشاء الآخرة لا تكون هي صلاة التراويح .

وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله _ : عن من يصلي التراويح بعد المغرب : هل هو سنة أم بدعة ؟ وذكروا أن الإمام الشافعي . رحمه الله صلاها بعد المغرب ، وتممها بعد العشاء الآخرة ؟

فأجاب رحمه الله : ( الحمد لله رب العالمين . السنة في التراويح أن تصلى بعد العشاء الآخرة ، كما اتفق على ذلك السلف والأئمة . والنقل المذكور عن الشافعي رحمه الله باطل فما كان الأئمة يصلونها إلا بعد العشاء على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد خلفائه الراشدين ، وعلى ذلك أئمة المسلمين ، لايعرف عن أحد أنه تعمد صلاتها قبل العشاء ، فإن هذه تسمي قيام رمضان ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " : إن الله فرض عليكم صيام رمضان ، وسننت لكم قيامه ، فمن صامه وقامه غفر له ما تقدم من ذنبه " وقيام الليل في رمضان وغيره إنما يكون بعد العشاء ، وقد جاء مصرحاً به في السنن " أنه لما صلى بهم قيام رمضان صلى بعد العشاء "

وكان النبي صلى الله عليه وسلم قيامه بالليل هو وتره ، يصلي بالليل في رمضان وغير رمضان إحدى عشرة ركعة ، أو ثلاث عشرة ركعة ، لكن كان يصليها طوالاً ، فلما كان ذلك يشق على الناس قام بهم أبي بن كعب في زمن عمر بن الخطاب عشرين ركعة ، يوتر بعدها ، ويخفف فيها القيام ، فكان تضعيف العدد عوضاً عن طول القيام ، وكان بعض السلف يقوم أربعين ركعة فيكون قيامها أخف ، ويوتر بعدها بثلاث ، وكان بعضهم يقوم بست وثلاثين ركعة يوتر بعدها ، وقيامهم المعروف عنهم بعد العشاء الآخرة ... فمن صلاها قبل العشاء فقد سلك سبيل المبتدعة المخالفين للسنة والله أعلم


بدعة صلاة القدر
وصفتها : انهم يصلون بعد التراويح ركعتين في الجماعة ، ثم في آخر الليل يصلون مائة ركعة ، وتكون هذه الصلاة في الليلة التي يظنون ظناً جازماً انها ليلة القدر ، ولذلك سميت بهذا الاسم .

وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن حكمها ، وهل المصيب من فعلها أو تركها ؟ وهل هي مستحبة عن أحد من الأئمة أو مكروهة ن وهل ينبغي فعلها والأمر بها أو تركها والنهي عنها ؟

فأجاب رحمه الله : _ ( الحمد لله ، بل المصيب هذا الممتنع من فعلها والذي تركها ، فغن هذه الصلاة لم يستحبها أحد من أئمة المسلمين ، بل هي بدعة مكروهة بتفاق الأئمة ، ولا فعل هذه الصلاة لا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من الصحابة ، ولا التابعين ، ولا يستحبها أحد من أئمة المسلمين ، والذي ينبغي أن تترك وينهى عنه ) ا . هـ

بدعة القيام عند ختم القرآن في رمضان بسجدات القرآن كلها في ركعة :


قال أبوشامة : ( وابتدع بعضهم أيضاً جمع آيات السجدات ، يقرأ بها في ليلة ختم القرآن وصلاة التراويح ، ويسبح بالمأمومين في جميعها )

وقال ابن الحاج : ( وينبغي له _ الإمام _ أن يتجنب ما أحدثه بعضهم من البدع عند الختم ، وهو أنهم يقومون بسجدات القرآن كلها فيسجدونها متوالية في ركعة واحدة أو ركعات . فلا يفعل ذلك في نفسه وينهى عنه غيره ، إذاً أنه من البدع التي أحدثت بعد السلف .
وبعضهم يبدل مكان السجدات قراءة التهليل على التوالي ، فكل آية فيها ذكر ( لا إله إلا الله ) أو
( لا إله إلا هو ) قراها إلى آخر الختمة ، وذلك من البدع أيضاً

وقال ابن النحاس : ( ومنها _ البدع والمنكرات _ القيام عند ختم القرآن في رمضان بسجدات القرآن كلها في ركعة أو ركعات ، أو الآيات المشتملة على التهليل من أول القرآن إلى آخره ، وهذا كله بدعة أحدثت ، فينبغي أن تُغير وتُرد ، لقوله صلى الله عليه وسلم :
" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "


بدعة سرد آيات الدعاء

ومن البدع التي أحدثت في رمضان بدعة سرد جميع ما في القرآن من آيات الدعاء ، وذلك في آخر ركعة من التراويح ، بعد قراءة سورة الناس فيطول الركعة الثانية على الأولى ، مثل تطويله بقراءة سورة الأنعام .

وكذلك الذين يجمعون آيات يخصونها بالقراءة ويسمونها آيات الحرس ولا أصل لشيء من ذلك ، فليعلم الجميع أن ذلك بدعة ، وليس شيء من الشريعة ، بل هو مما يوهم أنه من الشرع وليس منه ..



بدعة الذكر بعد التسلمتين من صلاة التراويح ..
ومما أحدث في هذا الشهر الفضيل : الذكر بعد كل تسليمتين من صلاة التراويح ، ورفع المصلين أصواتهم بذلك ، وفعل ذلك بصوت واحد ، فذلك كله من البدع .

وكذلك قول المؤذن بعد ذكرهم المحدث هذا : الصلاة يرحمكم الله . فهذا أمر محدث أيضاً ، لم يرو ان النبي صلى الله عليه وسلم فعله ولا أقره . وكذلك الصحابة والتابعون والسلف الصالح ، فالإحداث في الدين ممنوع ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ثم الخلفاء بعده ثم الصحابة _ رضوان الله عليهم أجمعين _ ولم يفعلوا شيئاً من هذا ، فليسعنا ما وسعهم ، فالخير كله في الاتباع ، والشر كله في الابتداع ..

بعض بدعة ليلة ختم القرآن ..

ومما أحدث في هذا الشهر العظيم : رفع الصوت بالدعاء بعد ختم القرآن ، ويكون هذا الدعاء جماعياً ، أو كل يدعو لنفسه ، ولكن بصوت عال ، مخالفين بذلك قوله تعالى :
" ادعوا ربكم تضرعاً وخفيه ) سورة الأعراف 55

وهذا الشهر العظيم موضع خشوع وتضرع وابتهال ، ورجوع إلى الله سبحانه وتعالى بالتوبة النصوح الصادقة مما قارفه من الذنوب ، والسهو والغفلات والتقصير في الطاعة فينبغي أن يبذل الإنسان جهده ، كل على قدر حاله ، ويدعو الله بالأدعية الصحيحة المأثورة عن النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين والسلف الصالح ، والتي تخلو تماماً من دعاء غير الله أو التوسل به .

وسرية الدعاء أحرى للإخلاص فيه ، بعيداً عن الرياء والسمعة ، فعندما رفع الصحابة أصواتهم بالدعاء قال لهم النبى صلى الله عليه وسلم :
" يا أيها الناس أربعوا على أنفسكم ، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً ، إنه معكم ، إنه سميع قريب ، تبارك اسمه ، وتعالى جده " رواه البخاري


ومن البدع التي أحدثت في ليلة ختم القرآن :

1. اجتماع المؤذنين تلك الليلة فيكبرون جماعة في حال كونهم في الصلاة ، لغير ضرورة داعية إلى السمع الواحد ، فضلاً عن جماعة ، بل بعضهم يسمعون ولا يصلون ، وهذا فيه ما فيه من القبح والمخالفة لسنة السلف الصالح _ رحمة الله عليهم

2. أنه إذا أخرج القاريء من الموضع الذي صلى فيه ، أتوه ببغلة أو فرس ليركبها ، ثم تختلف أحوالهم في صفة ذهابه إلى بيته ، فمنهم من يقرأ القرآن بين يديه ، كما يفعلون أما جنائزهم من عاداتهم الذميمة ، والمؤذنون يكبرون بين يديه كتكبير العيد

قال ابن الحاج : " قال القاضي أبو الوليد بن رشد _ رحمه الله تعالى _ كره مالك قراءة القرآن في الأسواق والطرق لوجوه ثلاثة :

أحدهما تنزيه القرآن وتعظيمه من أن يقرأه وهو ماش في الطرق والأسواق ، لما قد يكون فيها من الأقذار والنجاسات .

الثاني : أنه إذا قرأ القرآن على هذه الأحوال لم يتدبره حق التدبر

الثالث : لما يخشى أن يدخله ذلك فيما يفسد نيته .

3. سير الفقراء الذاكرين بين يدي القاريء ، إلى أن يصل إلى بيته ، ومنهم من يعوض ذلك بالأغاني ، وهو أشد هذه الأمور وإن كانت كلها ممنوعة .

4. ضرب الطبل والأبواق والدف أو الطار امام القاريء أثناء سيره إلى بيته

5. وربما جمع بعضهم الأمور السابقة كلها أو أكثرها ، ويكون في ذلك من اللهو واللعب ما هو ضد المطلوب في هذه الليلة ، من الاعتكاف على الخير ، وترك الشر والمباهاة والفخر ونحو ذلك .

6. عمل بعض أنواع الأطعمة والحلاوات لهذه المناسبة .

7. زيادة وقود القناديل الكثيرة الخارجة عن الحد المشروع ، ولما في ذلك من إضاعة المال ، والسرف والخيلاء .

8. استعمال الشمع للوقود في أوان من ذهب أو فضة ، ولا يخفى تحريم استعمالهما لعدم الضرورة إليهما .

9. تعليق ختمه عند الموضع الذي يختمون فيه ، فمنهم من يتخذها من الشقق الحرير الملونة ( فالشقة جنس من الثياب ) ، ومنهم من يتخذها من غيرها ، لكنها ملونة أيضاً ، ويعلقون فيها القناديل ، وما في ذلك من السرف والخيلاء وإضاعة المال والرياء والسمعة وإستعمال الحرير .

10. ومنهم من يستعير القناديل من مسجد آخر وهي وقف عليه ، فلا يجوز إخراجها منه ، ولا استعمالها في غيره .

11. أن هذا الاجتماع يفضي إلى اجتماع أهل الريب والشك والفسوق ، وومن لا يرضى حاله ، حتى جرّ ذلك إلى اختلاط النساء بالرجال في موضع واحد ولا يخفى ما في ذلك من الضرر العظيم .

12. كثرة اللغط في المسجد ورفع الأصوات فيه ، والقيل والقال، إذ أنه يكون الإمام في الصلاة ، وكثير من الناس يتحدثون ويخوضون في أشياء ينزه المسجد عن بعضها .

13. اعتقاد بعض العلماء أن هذا الاجتماع بما فيه من البدع ، إظهار لشعائر الإسلام ولا يخفى ما يجلب هذا المر من الضرر العظيم ، وتكثير سواد أهل البدع ، ويكون حضور هؤلاء العلماء حجة إن كانوا قدوة للقوم ، بإن ذلك جائز غير مكروه ، فيقولون : لو كان بدعة لم يحضره العالم فلان ، ولم يرض به . فإنا لله وإنا إليه راجعون . والإثم في هذا على من فعله أو أمر به أو استحسنه أو رضي به أو أعان عليه بشيء أو قدر على تغييره فلم يفعل .

14. احضار الكيزان وغيرها من أواني الماء في المسجد حين الختم ، فإذا ختم القاريء شربوا ذلك الماء ، ويرجعون به إلى بيوتهم ، فيسقونه لأهليهم ومن شاءوا على سبيل التبرك ، وهذه بدعة لم تنقل عن أحد من السلف _ رحمه الله عليهم ._

15. تواعدهم للختم فيقولون : فلان يختم في ليلة كذا وفلان يختم في ليلة كذا ، ويعرض ذلك بعضهم على بعض ، ويكون ذلك بينهم بالنوبة _ أى بالتناوب _ حتى صار ذلك كانه ولائم تعمل ، وشعائر تظهر ، فلا يزالون كذلك غالباً من انتصاف شهر رمضان إلى آخر الشهر ، وهذا أمر محدث لم يؤثر عن السلف الصالح _ رحمة الله عليهم _


فهذه بعض المنكرات والبدع التي أحدثت في ليلة الختم ، ولما كانت مخالفة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، وخلفائه ، وما عليه السلف الصالح زينها الشيطان وأتباعه في نفوسهم ، وسول لهم الإصرار على فعلها ، وجعل ذلك من شعائر الدين ، ولو فرضنا جدلاً أن هذه الأمور المحدثة مطلوبة شرعاً لادعى هؤلاء المبتدعة المشقة في فعلها ، وعجزهم عنها ، ولتهاونوا بها ، ولكن صدق الله العظيم القائل في محكم كتابه " أمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون " فاطر 8 . والله أعلم


البدع المتعلقة برؤية هلال رمضان ..
ومن المحدثات في شهر رمضان ، ما تفعله العامة في بعض البلدان الإسلامية ، من رفع الأيدي إلى الهلال عند رؤيته يستقبلونه بالدعاء قائلين : ( هل هلالك ، جل جلالك ، شهر مبارك ) . ونحو ذلك ، مما لم يعرف له أصل في الشرع ، بل كان من عمل الجاهلية وضلالاتهم .

والذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا رأى الهلال قال :" اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام ، ربي وربك الله " رواه أحمد في مسنده .

فما يفعله بعض الناس عند رؤية الهلال من الإتيان بهذا الدعاء ، والاستقبال ورفع الأيدي ، ومسح وجوههم بدعة مكروهة ، لم تعهد في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه _ رضوان الله عليهم _ ولا السلف الصالح _ رحمه الله عليهم _

ومن ذلك أيضاً ما تفعله العوام ، وأرباب الطرق من الصوفية المخرفين من الطواف في أول ليلة من رمضان في العواصم وبعض القرى _ المسمى بالرؤية _ فإنه لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا لأصحابه ولا أحد من السلف الصالح ، مع اشتماله على قراءة الأوراد والأذكار ، والصلوات مع اللغط والتشويش بضرب الطبول ، واستعمال آلات الملاهي ، وزعقات النساء والأحداث وغير ذلك ، مما هو مشاهد في بعض البلدان والأقطار الإسلامية .


بدعة التسحير ..
التسحير من الأمور المحدثة التي لم تكن على عهده صلى الله عليه وسلم ولم يأمر به ، وليس من فعل الصحابة أو التابعين أو السلف الصالح _ رحمة الله عليهم أجمعين _ ولأجل أنه أمر محدث اختلفت فيه عوائد الناس ، ولو كان مشروعاً ما اختلفت فيه عوائدهم .

ففي الديار المصرية يقول المؤذنون بالجامع : تسحروا كلوا واشربوا أو ما أشبه ذلك ، ويقرؤن قول الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " سورة البقرة 183 .

ويكررون ذلك مراراً عديدة ، ثم يسقون على زعمهم ويقرؤن قوله تعالى : " إن الأبراريشربون من كأس كان مزاجها كافورا " إلى قوله تعالى : " إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلاً " سورة الإنسان 5_ 23

والقرآن العزيز ينبغي أن ينزه عن موضع بدعة ، أو على موضع بدعة ، ثم ينشدون في أثناء ذلك القصائد ، ويسحرون أيضاً بالطبلة يطوف بها بعضهم على البيوت ، ويضربون عليها هذا الذي مضت عليه عادتهم ، وكل ذلك من البدع .

وأما أهل الإسكندرية ، وأهل اليمن ، وبعض أهل المغرب ، فيسحرون بدق الأبواب على أصحاب البيوت ، وينادون عليهم : قوموا كلوا ، وهذا نوع آخر من البدع نحو ما تقدم .

وأما أهل الشام فإنهم يسحرون بدق الطار والغناء والرقص واللهو واللعب وهذا شنيع جداً ، وهو أن يكون شهر رمضان الذي جعله الشارع للصلاة والصيام والتلاوة والقيام ، قابلوه بضد الإكرام والاحترام ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .

وأما بعض أهل المغرب فإنهم يفعلون قريباً من فعل أهل الشام ، وهو أنه إذا كان وقت السحور عندهم يضربون بالنفير على المنار ( هي الآلة التي تجمع الناس للحرب أو لأمر ما ، ويكون لها صوت قوي ) ، ويكررونه سبه مرات ، ثم بعده يضربون بالأبواق سبعاًأو خمساً ، فإذا قطعوا حرم الأكل إذ ذاك عندهم .

والعجيب أنهم يضربون بالنفير والأبواق في الأفراح التي تكون عندهم ، ويمشون بذلك في الطرقات ، فإذا مروا على باب مسجد سكتوا وأسكتوا ، ويخاطب بعضهم بعضاً بقولهم : احترموا بيت الله تعالى فيكفون حتى يجوزوه ، فيرجعوا إلى ما كانوا عليه ، ثم إذا دخل شهر رمضان ، الذي هوشهر الصيام والقيام ، والتوبة والرجوع إلى الله تعالى من كل رذيلة ، يأخذون فيه النفير والأبواق ، ويصعدون بها على المنار في هذا الشهر الكريم ، ويقابلونه بضد ما تقدم ذكره .

وهذا يدل على أن فعل التسحير بدعة بلا شك ولا ريب ، إذ أنها لو كانت مأثورة لكانت على شكل معلوم لا يختلف حالها ، في بلد دون آخر كما تقدم ..

فيتعين على من قدر من المسلمين عموماً التغيير عليهم ، وعلى المؤذن والإمام خصوصاً ، كل منهم يغير ما في إقليمه إن قدر على ذلك بشرطه ، فإن لم يستطع ففي بلده ، فإن لم يستطع ففي مسجده .

ومسألة التسحير هذه لم تدع ضرورة إلى فعلها وإذ أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد شرع الأذان الأول للصبح دالاً على جواز الأكل والشرب والثاني دالاً على تحريمها ، فلم يبق أن يكون ما يعمل زيادة عليهما إلا بدعة ؛ لأن المؤذنين إذا أذنوا مرتين انضبطت الأوقات وعلمت .



بدعة حفظية رمضان ..
ومن البدع التي أحدثت في هذا الشهر الكريم ، كتب الأوراق التي يسمونها ( حفائظ ) في آخر جمعة من رمضان ، ويسمون هذه الجمعة بالجمعة اليتيمة ، فيكتبون هذه الأوراق حال الخطبة ، ومما يكتب فيها قولهم
( لا آلاء إلا آلاؤك سميع محيط علمك كعسهلون وبالحق أنزلناه وبالحق نزل ) .

ويعتقد هؤلاء الجهال المبتدعة أنها تحفظ من الحرق والغرق والسرقة والآفات .

فلا شك في بدعية هذا الأمر ، لما في ذلك من الإعراض عن استماع الخطبة بل والتشويش على الخطيب وسامعيه ، وذلك ممنوع شرعاً كما لا يخفى ، ولا خير في ذلك ولا بركة ، فإنما يتقبل الله من المتقين لا من المبتدعين .

وقد يكتب فيها كلمات أعجمية قد تكون دالة على ما لا يصح ، أو فيها كفر بالله ، ولم ينقل هذا عن أحد من أهل العلم ، وذك _ والله أعلم _ من بدع الدجالين التى زينوها للعامة البسطاء الجهال ، ولذلك لا تقع إلا في القرى المتأخرة ، والبلدان التى تكثر فيها البدع ، فيجب النهى عنها ، والتحذير منها ، مثلها في ذلك جميع البدع التي تشغل الناس عما أوجبه الله عليهم من الفروض والواجبات .


بدعة قرع النحاس آخر الشهر ...
ومن البدع المحدثة في شهر رمضان بدعة القرع على النحاس ونحوه آخر يوم من رمضان ، عند غروب الشمس ، يأمر الناس بذلك أولادهم ، ويعلمونهم كلمات من يقولونها حالة القرع ، تختلف باختلاف البلدان ، ويزعمون أن ذلك يطرد الشيطان التي هاجت في هذا الوقت ، لخروجها من السجن ، وخلاصها من السلاسل التي كانت مقيدة بها في شهر الصوم ، قاتل الله الجهل كيف يؤدي بالناس إلى هذه المهازل .

بدعة وداع رمضان ..
ومن البدع المحدثة فى شهر رمضان : انه إذا بقي من رمضان خمس ليال ، أو ثلاث ليال يجتمع المؤذنون ، والمتطوعون من أصحابهم ، فإذا فرغ الإمام من سلام وتر رمضان ، تركوا التسبيح المأثور ، وأخذوا يتناوبون مقاطيع منظومة في التأسف على انسلاخ رمضان ، فمتى فرغ أحدهم من نشيد مقطوعة بصوته الجهوري ، أخذ رفقاؤه بمقطوعة دورية ، باذلين قصارى جهدهم في الصيحة والصراخ بضجيج يصم الآذان ، ويسمع الصم ، ويساعدهم على ذلك جمهور المصلين .

ولعلم الناس بأن تلك الليالي هى ليالي الوداع ، ترى الناس في أطراف المساجد وعلى سدده وأبوابه ، وداخل صحنه ، النساء والرجال والشبان والولدان ، بحالة تقشعر لقبحها الأبدان ، وقد اشتملت هذه البدعة على عدة منكرات منها :

1. رفع الأصوات بالمسجد ، وهو مكروه كراهة شديدة ..

2. التغني والتطرب في بيوت الله ، التي لم تشيد إلا للذكر والعبادة .

3. كون هذه البدعة مجلبة للنساء والأولاد والرعاع ، الذين لا يحضرون إلا بعد انقضاء الصلاة للتفرج والسماع .

4. اختلاط النساء بالرجال .

هتلك حرمة المسجد ، لاتساخه وتبذله بهؤلاء المتفرجين ، وكثرة الضوضاء والصياح من أطرافه ، إلى غير ذلك ، مما لو رآه السلف الصالح لضربوا على أيدي مبتدعيه _ وهذا هو الواجب على كل قادر على ذلك _ وقاموا بكل قولهم من أحدث فيه .

ومن الأمور المحدثة المتعلقة بوداع رمضان ، ما يفعله بعض الخطباء في آخر جمعة من رمضان ، من ندب فراقه كل عام ، والحزن على مضيه ، وقوله : لا أوحش الله منك يا شهر كذا وكذا .

ويكرر هذه الوحشيات مسجعات مرات عديدة ، ومن ذلك قوله : لا أوحش الله منك يا شهر المصابيح ، لا أوحش الله منك يا شهر المفاتيح .

نسأل الله تعالى العون على تغيير هذا الحال بمنه وكرمه .

معنى سدده : كالظلة على الباب ، لتقي الباب عن المطر ، وقيل : هي الباب نفسه ، وقيل : هي الساحة بين يديه .


بدعة الاحتفال بذكرى غزوة بدر .


ومما أحدث في هذا الشهر المبارك الاحتفال بذكرى غزوة بدر ، وذلك أنه إذا كانت ليلة السابع عشر من شهر رمضان اجتمع الناس في المساجد واغلبهم من العامة ، وفيهم من يدعى العلم ، فيبدأون احتفالهم بقراءة آيات من الكتاب الحكيم ، ثم ذكر قصة بدر وما يتعلق بها من الحوادث ، وذكر بطولات الصحابة _ رضوان الله عليهم _ والغلو فيها ، وانشاء بعض القصائد بهذه المناسبة .

وفي بعض البلدان الإسلامية تحتفل الدولة رسمياً بهذه المناسبة فيحضر الاحتفال أحد المسئولين فيها .

ولا يخفى ما يصاحب هذه الاحتفالات من الأمور المنكرة كالاجتماع في المساجد لغير ما عبادة شرعية ، او ذكر مشروع ، وما يصاحب هذه الاجتماعات من اللغط والتشويش ، وكذلك دخول بعض الكفار إلى المسجد كالمختصين منهم في محال مكبرات الصوت، او الإضاءة ، أو الصحافة والإعلام ، وكذلك دخول المصورين للمسجد لتصوير هذه المناسبة ، بالإضافة إلى اعتبار هذا الاجتماع سنة تقام في مثل هذا اليوم ، أو هذه الليلة في كل عام .

فتخصيص هذه الليلة _ ليلة السابع عشر من رمضان _ بالاجتماع والذكر وإلقاء القصائد ، وجعلها موسماً شرعياً ، ليس له مستند من الكتاب ولا من السنة ، ولم يؤثر عن الصحابة _ رضوان الله عليهم _ أو التابعين أو السلف الصالح _ رحمهم الله _ أنهم احتفلوا بهذه المناسبة في هذه الليلة أو في غيرها .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _ : " وللنبي صلى الله عليه وسلم _ خطب وعهود ووقائع في أيام متعددة : مثل بدر ، وحنين ، والخندق ، ......... وفتح مكة ، ووقت هجرته ، ودخوله المدينة ، وخطب متعددة يذكر فيها قواعد الدين .

ثم لم يوجب ذلك أن يتخذ أمثال تلك الأيام أعياداً ، وإنما يفعل مثل هذا النصارى ، الذين يتخذون أمثال أيام حوادث عيسى عليه السلام أعياداً ، أو اليهود ، وإنما العيد شريعة ، فما شرعه الله أتبع ، وإلا لم يحدث في الدين ما ليس منه . ا . هـ

والاشتغال بهذه الأمور وأمثالها من الأمور المحدثة ، سبب في ابتعاد الناس عما شرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لهم من إحياء ليالي رمضان بالصلاة والذكر . ومن أعظم البلاء على المسلمين ترك المشروع وفعل الأمر المحدث المبتدع .
أحساس مؤلم. أحساس صعب .أحساس يقتل ....أن تكون موجود ومش موجود في أماكن تعتبرها جزءا من حياتك


القوانين العامه للمنتدى
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى رمضان كريم“