اخطاء الصائم

كل الموضوعات التى تتحدث عن فضائل الشهر الكريم

المشرفون: نواب المدير العام،فريق الاشراف والاداره

أضف رد جديد
haram_most
مشرفه سابقه
مشاركات: 5355
اشترك في: 13 مارس 2009, 19:26
النوع: انثى
الحاله الاجتماعيه: متزوجه
الحاله الوظيفيه: طالبه

اخطاء الصائم

مشاركة بواسطة haram_most »


إن الصائمين رغم تلبسهم بهذه الطاعة الجليلة ، وما هم فيه من خير وبركة ، تبدو منهم بعض الأخطاء والمزالق التي تجانب
الصيام ، وتعكر صفوه وتحط من قدره وتنقص أجره .
الصائمون عباد الله استسلموا وأنابوا إلى ربهم ، يرجون رحمته ويبغون ثوابه ، ويحزننا أن يصدر من بعضهم أقوالاً وسلوكيات تنافي مقصود الصيام وما فيه من تعبّد وتذلّل وخشوع لله جل وعلا ، وإننا إذ نذكر هذه الأخطاء لا نطعن في الصائمين ولا نقلّل من فضلهم ، إنما ننّبه على أخطاء فئة منهم ـ والله الموفق ـ فمن تلك الأخطاء :

أولاً ـ بذاءة اللسان :

قال صلى الله عليه وسلم : (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقُل خيراً أو ليصمُت) (البخاري (6135) ، ومسلم (47) عن أبي هريرة .). وقال لّمعاذ رضي الله عنه : (كُفَّ عنكَ هذا) (الترمذي (2619) ، وابن ماجة (3973) .). وأشار إلى لسانه .
اللسان جالب شر على العبد في كل وقت وحين ، والعبد مؤاخذ بكل ما يلفظ به ويتكلم ، قال صلى الله عليه وسلم : (إنّ الله تجاوزَ عن أمّتي ما لم تعمل أو تَكَّلم) (البخاري (2528) .) ، ويشتد خطر اللسان حال الصيام مما قد يفوّت على الصائم خيراً كثيراً لِما ثبت في الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم : (مَن لم يدَع قول الزور والعملَ به فليس لله حاجةً في أن يدَع طعامه وشرابه) (البخاري (1903) ، وأبو داود (2362) .).

وجرائر اللسان التي تضر بالصوم كثيرة منها : الكذب قول


الزور والغيبة والنميمة والسباب والجِدال وأشباهها ، هي

محرّمة على كل حال وفي حال الصيام آكَدُ وأشدّ .

فلماذا بعض الصائمين ـ هداهم الله ـ لا ينفرط لسانه إلا


وهو صائم ، فيفوه بما يكدّر صفو صيامه ويُذهِب حلاوته ،


فليتّقِ الله هؤلاء الصُّوام الذين صانوا صومهم من الحلال


ولم يصونوه من الحرام ، وليتذكروا عاقبة كلامهم وما يعود


به من الضرر عليهم ، وليجتنبوا هذه المحرمات وأماكنها


ومَن يحرّض ويبعث عليها أو الخوض فيها ، وقد أرشد


الشارع الحكيم عباده الصائمين إلى ما يطهر الصائم


ويحفظه ويصرفه عن تلكُم الشرور بالكلية : (فإن سابّه أحدُ


أو قاتله فليقُل إنّي امروٌ صائم(البخاري (1894) ، ومسلم (1151) .)




ثانياً ـ تضييع صلاة الجماعة :


قد اتفق أهل العلم أن صلاة الجماعة من أفضل الطاعات


وآكد الواجبات ، ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا

مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾ [البقرة : 43] ، فواعجباً يا صائمون كيف

يستقيم صيام مَن لا يشهد الصلاة مع المسلمين أو ربما كان


لا يصلي والعياذ بالله ، فهؤلاء لن يُغني عنهم صيامهم


وإمساكهم من الله شيئاً ؟!

قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله :
ثانية الأركان للإسلامِ


تنهي عن الفحشاء والآثامِ

قرّة عين المصطفى فيها كما


عن نفسه أخبرَ نصاً مُحكما

ولم يزل مُبادراً إليها


وكم له مِن بيعة عليها

ومَن يكن صلاته قد ضيّعا


فهو لغيرها يقيناً أضيعا

ألا ترى الفسطاط يا ذا عندما


عموده يسقط منه انهدما

كذلك لم يثبت بناء الباني


بعد انهدام أعظم الأركان

فهي عمود الدين فاحفظْنها


فإنَّ أوّل السؤال عنها

إن قُبلَت يُقبل سائرُ العمل


أو لا فيا صفقة خسر لم تَقِل



إن هناك طوائف كثيرة من الصائمين قد أضاعت صلاة الجماعة في رمضان وقبله ، ولم يتّعظوا وينزجروا بمجيء رمضان، ولعل هؤلاء كان رمضان حملاً ثقيلاً عليهم ، إذ سرورهم برمضان وفرحهم به ، يقضي بأن يصلحوا أحوالهم ويتوبوا إلى ربهم من كل خلل وتقصير ، ومن ذاك المحافظة على الصلاة في الجماعة .
وفئة من هؤلاء لا يشهد سوى المغرب والصبح ، فأما المغرب فِلتزامنها مع الإفطار ، لذا تجد أكثر أهل الحيّ يخرجون إليها ، أما الصبح فلأنهم ساهرون سامرون على لهوهم ولغوهم ، والله المستعان!.


ثالثاً ـ الإفراط في المطعومات والمشروبات :

إن مِن فرح كثير من الناس في هذه الأزمان برمضان يجعلهم يستقبلونه بفيضٍ من الطعام والشراب ويبالغون في ذلك ، حتى كأن رمضان موسم تفنّن في المآكل والمشارب وجمع وادخار لها .
﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف : 31] ، لهذا يجب على الإخوة الصائمين الاعتدال في ذلك وعدم الإسراف والمبالغة في الطعام والشراب الذي قد يؤدي إلى تضييع واجب أو ضرر بالروح والجسد .
وليتذكّر هؤلاء المسرفون وهم يبذلون جلّ أموالهم في بطونهم، أن في الساحة فقراء ومساكين لا يجدون ما يسد رمقهم ولا يقيم أصلابهم .
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء : 1] .


رابعاً ـ التساهل والانصراف عن هذا الشهر العظيم :


يُلحظ على فئامٍ من الناس عدم إجلالهم وإكبارهم لرمضان ، وهذا شيء عجيب وخطير ، لأن المؤمنين الصادقين هم مَن يُجلّ رمضان ويقدره حق قدره ، ولا ينسى فضله وأهميته ، وهؤلاء المساكين كأنهم لم يعرفوا فضله وثوابه ولم يروا الأمّة فِرحَة باستقباله ، فتراهم ليس لهم في رمضان إلا الإمساك فحسب ، وغالب أوقاتهم صدود وبرود ، بل ربما فتح بعضهم لنفسه باب نزهة أو مشروع أو إنهاء عمل وشغل ، حتى ينقضي رمضان فيبوء بالخسارة والندامة . قال صلى الله عليه وسلم : (رغِمَ أنف رجل أدركه رمضان ثم انسلخَ فلم يُغفر له) (الترمذي (3545) ، وابن خزيمة (1888) ، والحاكم (1/549) .).


خامساً ـ النوم الكثير :

قبيحٌ والله فعل كثير من الصائمين في رمضان ، إذ يقضون معظم نهارهم في سُباتٍ عميق إما لسهرٍ إلى بروق الفجر ، أو كراهة تحسّس آلام الجوع والعطش ، أو فراغ قاتل لا يدري المرء ماذا يصنع فيه ، وأسهل وسيلة لإزالته النوم الكثير الذي ربما استمر إلى العصر أو الغروب ، وهذا النوم فيه مفاسد عديدة لعل أهمها وأسوئها تضييع الصلاة وفعلها بعد خروج وقتها ، وجرى عليه بعض أهل العلم .
ثم هؤلاء مع نومهم الطويل في النهار ، تجدهم يحيون ليالي رمضان في اللعب واللهو ، لا سيّما الكرة التي يتداعى لها الناس من كل مكان ويتم الاستعداد لها من وقتٍ مبكّر ، بل ربما تنشط الحركة الرياضية في رمضان أشد من غيره ، وكأن هذا الشهر الفاضل للكرة واللعب دون خوف ولا حياء ولا مبالاة .
وإننا قبولنا هذا لا نحرّم الكرة ولكن نقول : ضاق الوقت بهؤلاء فلم يجدوا رمضان يمارسون فيه لهوهم ولعبهم ، أهذا هو جزاء النعمة ؟! أهذا حق رمضان الأيام المعدودات ؟! ، والذي نفسي بيده إن مَن يقضي نهاره في النوم الطويل وليله في السهر المميت قد كانوا في ضلال مبين ، وقد ضلوا وما كانوا مهتدين .
وآخرون يقضون الليالي الشريفات في المقاهي وعلى الأرصفة والطرقات لا يستحيون ولا يستثنون ليله منه ، وهم ما بين لغوٍ وزور وضحك وسفه ، والله المستعان .
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍوَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر : 8] .



سادساً ـ جعل رمضان موسم لعب ولهو :

إن رمضان ـ يا صائمون ـ شهر عبادة وفضيلة وطاعة وإنابة وخشية ، لا يجوز ولا ينبغي أن يُجعل زمناً للملاهي والألعاب وتضييع الأوقات بالضارّ الفاسد الوخيم .
إن هناك صائمين جعلوا من رمضان موسماً للعب واللهو وإضاعة الأوقات ، فتجدهم يضيعون الصلاة في الجماعة ، ويتخلّفون عن التراويح ، ويكثرون من اللعب واللهو ، بحيث لا يبقى لهم من وقتهم ساعة لقراءة القرآن وذكر الله تعالى ، نعوذ بالله من حالهم ! .
بل ربما كان لعبهم وسهرهم حال أداء المسلمين صلاة القيام ، قال تعالى : ﴿وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُواً وَلَعِباً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ ﴾ [المائدة : 58] .



سابعاً ـ العكوف أمام التلفاز والفضائيات وما يسمى بـ "الدش" :


العكوف أمام التلفاز والفضائيات وما يسمى بالدش ومشاهدة ما يغضب الله تعالى ويخلّ ويذهب العفّة والوقار ، من مسلسلات فاسدة وأفلام خليعة ومشاهد هدامة ، لا طائل من ورائها ، إلا مسخ عقول الأمة وفصلها عن دينها وقيمها ، وسلخها مِن آدابها وأخلاقها وتدمير شبابها ونسائها .
أقول : العكوف عليها أكثر اليوم إن لم يكن كله ونسيان الصيام وركنيّته وفضله وثوابه ، وهذه النقطة وإن كانت داخلة فيما سبق ، إلا أنني أفردتها بالذكر والتنبيه لخطورة آثارها وانتشار خطرها في أماكن بعيدة، بل اقتناها بعض أهل الفقر والمسكنة ، والله المستعان!.

يا صائمون :

ألا يتقّي اللهَ هؤلاء الذين أفسدوا صيامهم بالنظر إلى هذه الفضائيات وما تبثّ من صور عارية ونساء سافرات وموسيقى وغناء .
كيف يصوم هؤلاء وقد سبحوا في بحر من الخنا والفُحش والمناكر ، يحوطون صيامهم بغضب الله تعالى ولعنته وعذابه .
﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ ﴾ [الحج : 3] ، وقال تعالى : ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ [النور : 30] .


ربنا لا تاخدنا ان نسينا او اخطئنا ربنا ولا نحمل علينا اسرا كما حملته على اللدين من قبلنا ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به واعفو عنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى رمضان كريم“