رمضان في المدينة المنورة

موضوعات عن عادات رمضان في كل البلاد العربيه وذكرياتكم عن الشهر الكريم

المشرفون: نواب المدير العام،فريق الاشراف والاداره

أضف رد جديد
haram_most
مشرفه سابقه
مشاركات: 5355
اشترك في: 13 مارس 2009, 19:26
النوع: انثى
الحاله الاجتماعيه: متزوجه
الحاله الوظيفيه: طالبه

رمضان في المدينة المنورة

مشاركة بواسطة haram_most »

تحرص الكثير من الأسر بالمدينة المنورة؛ وخاصة التي تقطن في الأحياء الشعبية، على إحياء ذكريات الماضي العريق وعبق التاريخ من عادات المدينة المنورة، حيث أن هذه العادات الرائعة والجميلة؛ والتي تربى عليها جيلنا منذ صغره، أصبحت نادرة الآن نظرا للتطور والتوسع العمراني وسرعة الحياة الحديثة التي كانت من أهم أسباب فقدان اغلب هذه العادات.

التقت "الرياض" بالسيدة أم محمد رئيسة حي القبلتين بالمدينة المنورة وحاورتها حول العادات القديمة والتي تمتاز بها طيبة الطيبة وقالت "قررنا العمل على إحياء عادات الماضي المنسية، فقمت بالتعاون مع الجارات المتحمسات لهذا الموضوع منذ أول شهر شعبان بالعمل سويا على ذلك، فكنا بداية نستقبل شهر رمضان المبارك بتجهيزاته فرحا بقدومه من أول يوم في شهر شعبان فنبدأ بشراء الرطب وتعبئته وتخزينه من قبل سيدات الحي، فاغلب سيدات الحي يساهمن في الدفع لشراء الرطب ومن ثم نجتمع لفرزه ووضعه في العلب البلاستيكية ومن ثم نضعه في المبردات في بيتي، والباقي في بيوت جاراتي. ويتم تخزين أكثر من مليون حبة رطب حيث املك حوالي 5 مبردات كلها تملأ بالرطب وتخصص لإفطار الصائمين في السفر، ويوضع الرطب في المسجد النبوي الشريف طيلة شهر رمضان المبارك، وكل سنة يزيد الإقبال لان السيدات يتطوعن سواء بالمجهود أو بدفع المال لشراء الرطب. وتكون اكبر فرحة لإفطار صائمين المسجد النبوي الشريف وخاصة من الزوار".

وتضيف أم محمد "كلنا نشعر أن رمضان تبدأ بوادره من أول يوم شهر شعبان فنحتفل بقدومه بهذه العادة، وما أن ننتهي منها حتى تأتي عادة 14 شعبان فنحتفل فيه بالإعلان عن قرب شهر رمضان المبارك. وهذه عادة رائعة من عادات أهل المدينة التي اندثرت للأسف ولم نشاهدها، وما نشاهده الآن ما هو إلا مظاهر فقط للباعة الذين يبيعون ما كانت تصنعه سيدة البيت في الماضي".

كما تقول "أما الأولاد وما كان يفعلونه من الحضور إلى البيوت ودقها والسير في شوارع المدينة حتى وصولهم إلى المسجد النبوي والأناشيد التي ينشدونها فهذه اندثرت تماما. فقررنا نحن سيدات طيبة الطيبة إحياء هذه العادة الجميلة، فاجتمعنا وبدأنا العمل والتخطيط لذلك واتفقنا على صنع الأكلات الخاصة بهذه العادة مثل ( المشبك - الفشار - الحلاوة اللدو - حمام البر – الفتوت - المنفوش - اللبنية - الهريسة )، وان تأخذ كل سيدة أبناءها إلى الجيران وتأخذ بعضا من هذه الأكلات وتوزعها عليهم وتجلس عندهم قليلا وتتناول معهم بعض هذه الأكلات الشعبية وتنشد الأناشيد الخاصة بهذا اليوم. فكنا قبل عدة سنوات نجتمع فقط ونأكل من هذه الأكلات، أما هذه السنة فأخذت أبنائي وذهبت إلى إحدى جارتي ووقفت عند باب منزلها ودققت الجرس وما أن سالت من على الباب حتى أنشدت أنا وبناتي وأبنائي:

سيدي شاهن ياشربيت..خرقه مرقه يأهل البيت

إما جواب ولا تواب..ولا نكسر هذا الباب

لولا خواجه ماجينا..ولاطاحت كوافينا

حل الكيس..وأعطينا

الساده..والعاده

ستي سعاده..هاتي العاده

سيدي سعيد..هات العيد

إما مشبك..ولا فشار

ولا عروسه..من الروشان

ولا عريس..من الدهليز

قارورة يا قارورة ست البيت غندورة (وهذا مدح وثناء)

كبريته يا كبريته ست البيت عفريته (في حالة عدم إعطائهم)

وقالت رئيسة حي القبلتين "فأنشدت هذا النشيد الجميل ولا أتخيل كم سعدت وأنا أتذكر هذه الأيام وكأنني كنت فيها بمجرد أن رددته مع بناتي، ففتحت جارتي لنا الباب واستقبلتنا بالأكلة التي جهزتها لهذا اليوم وضيفتنا منها وهي سعيدة بما حصل، وجلسنا عندها قليلا وأكلنا من المشبك والفشار ومن ثم ارتدت عباءتها وأحضرت ولدها الصغير وذهبت معنا إلى إلى جارة أخرى". وأضافت "مررنا على سبعة بيوت، وبعدها ذهبنا إلى المسجد النبوي ووزعنا الأكلات في ساحات المسجد، وكان هذا اليوم من اسعد أيام حياتنا".

من ناحيتها قالت أم عبد الله "كانت هذه عادة جميلة تعبر عن التضامن والفرحة ما بين أبناء الحارة الواحدة. ولم اصدق نفسي حين جاءتني جارتي فبادرت بنفس الطريقة، كنت أتمنى أن افعلها أو أجد من يشجعني فادعو الله أن يبارك في عمر أم محمد يارب ويوفقها على ما تفعله للحي وأهله".

وأضافت أم أكرم "الموائد التي توضع في ساحات المسجد النبوي تعتبر أهم ما يبرز شهر شعبان، حيث تستضيف كل سيدة الزائرات على مائدتها لتكسب الأجر وتجمع حولها الأولاد والبنات الصغار لتعطيهم الحلوى، وعندما نزلت معهن أصبحت ابكي على هذه المناسبة وعلى الفرحة التي كنا نشعر بها ونحن صغار إلى أن كبرن لان أطفالنا لم يشعروا بها ولم يعيشوها لأنها كانت أجمل الأيام ببساطتها وتكاتف الأهالي والجيران. كنا نخرج إلى البيوت ونطرق الأبواب للحصول على المعمول والمشبك والحلاوة والفشار، وكلما شاهدت هذه الأكلات أتذكر الماضي الجميل لان هذه العادات اختفت وأصبحت من الماضي إلا أن غالبية أهالي المدينة المنورة يقومون بشراء المأكولات التي تذكرهم بالماضي فقط والشيء الذي اندثر تماماً هو طرق الأبواب من قبل الأطفال وترديد الأناشيد والاجتماع في هذا اليوم".

وقالت السيدة أم بدر "لم أتخيل أن تعود ذكريات الماضي إلى أن سمعت أم محمد ومن معها يرددن أناشيدها، عندها شعرت باني احلم، وأتمنى أن يحيي أهالي المدينة كلهم هذه العادة الجميلة والرائعة".

أما صانع الحلوى والخبير بأسرارها على شيحة يتحدث فقال "سر تعلقي وحبي لصناعة الحلويات وخاصة حلويات شهر شعبان (سيدي شاهن)؛ لغرس والدي حب هذه العادة الجميلة في نفسي منذ الصغر. فكنت احلم أن اصنعها حيث كنت أشارك الوالد في الصناعة وورثت المهنة منه رحمه الله، فمنذ أن كنت طفلا اذهب مع أمي وأقول لأولاد الحارة أنا شاركت في صناعة الحلوى التي تقدم لكم بكل فخر، حيث نبدأ صناعتها بدخول شهر شعبان ونجهز لها من شهر رجب حيث أن بعض الحلويات تحتاج وقتا كبيرا، والناس في الماضي يقبلون على هذه الحلوى في كل الأوقات حيث كانت الحلويات المتوفرة في ذلك الوقت ولا يوجد غيرها، ويكثر الإقبال عليها في شهر شعبان، أما اليوم فتوجد آلاف الأصناف من الحلويات المستحدثة الآن ولكن يبقى الطعم ونكهة الماضي في حلوياتنا القديمة. وما زالت حلوياتنا القديمة مطلوبة حتى الآن في الأفراح والمناسبات حيث توضع في ركن خاص ومميز، وان شاء الله يكمل أولادي المسيرة وتستمر حلويات زمان محافظة على نكهتها بإذن الله".

ربنا لا تاخدنا ان نسينا او اخطئنا ربنا ولا نحمل علينا اسرا كما حملته على اللدين من قبلنا ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به واعفو عنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى ايام وليالي رمضان“