المرأة والاكتئاب

كل المناقشات والموضوعات العلميه في العلوم والاحياء والكيمياء والفيزياء والفلك والفضاء والبحوث العلميه والاختراعات التقنيه

المشرفون: نواب المدير العام،فريق الاشراف والاداره

قوانين المنتدى
الاخبار الموضوعه في هذا القسم على مسئولية كاتبها فقط وليس لموقع حجاب دوت نت دخل بها او بمصدرها او بمكتشفها .
أضف رد جديد
جاسمين
محجبه متميزه
محجبه متميزه
مشاركات: 510
اشترك في: 22 فبراير 2011, 13:47
النوع: انثى
الحاله الاجتماعيه: غير متزوج
الحاله الوظيفيه: طالبه
انا حاليا: متفائل
مكان: الاسماعيلية
اتصال:

المرأة والاكتئاب

مشاركة بواسطة جاسمين »

المرأة والاكتئاب
د.محمد المهدي
استشاري الطب النفسي
هل صحيح أن المرأة أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب ؟
وهل صحيح أن أغلب النساء يعانين من متاعب صحية لعدم حصولهن على قسط كاف من الراحة بسبب العمل المستمر بين المنزل وخارجه ؟
هذه التساؤلات أجابت عنها الدراسات القديمة والحديثة على السواء بنعم . فقد اتفقت هذه الدراسات في الإجابة على الرغم من اختلافها في تفسير هذه الظاهرة .. فمن الثابت علميا ان نسبة الإصابة بالاكتئاب في النساء هي أكثر من ضعف هذه النسبة في الرجال .. وقد تمت هذه الدراسات في الدول المتقدمة في الأغلب حيث نمط الحياة الغربي بكل مواصفاته حاول البعض القول بأن هذا الفارق في نسبة الإصابة بالاكتئاب بين الرجل والمرأة ما هو الا فارق ظاهري وغير حقيقي وسببه أن المرأة أكثر قابلية للشكوى وأكثر قبولا لفكرة التردد على الأطباء النفسيين وأكثر ميلا للتعبير عن مشاعر الاكتئاب لاجتذاب عطف من حولها ، ولكن الدراسات التأكيدية أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن المرأة فعلا أكثر عرضة للاكتئاب من الرجل ، ليس هذا فقط بل أنها أكثر عرضة أيضا للقلق وللكثير من الاضطرابات النفسية الأخرى والسؤال الآن ما هي الأسباب ؟
والإجابة ليست قاطعة في هذا الأمر وليست عامة وانما تختلف من حالة لاخرى ولكننا فقط نورد بعض الاحتمالات المبنية على المشاهدات والاستنتاجات العلمية :
من الناحية النفسية والاجتماعية نجد ان حياة المرأة أكثر صعوبة من حياة الرجل وان المراة في الأغلب أكثر تعبا وإرهاقا من الرجل فهي تواجه خبرات حياتية صعبة ومؤلمة أكثر من يواجه الرجل وحتى إذا تساوى الاثنان (الرجل والمرأة ) في مواجهة المواقف الصعبة فان المرأة ليست لديها نفس مهارات التكيف والمواجهة التي يمتلكها الرجل (باستثناء حالات قليلة لا يقاس عليها ) لذلك فهي تمر بخبرات فشل وخيبة أمل وإحباط أكثر من الرجل النقطة الثانية أن للمرأة ارتباطات عاطفية كثيرة وهذه الارتباطات مشحونة دائما بالمشاعر القوية فمثلا ارتباطها بأبيها كمصدر للحماية والعزة وارتباطها بأمها كمصدر للحنان وارتباطها بأخيها كمصدر للدعم وارتباطها بزوجها كمصدر للشعور بالأنوثة وكمصدر للامان والحب والرعاية وارتباطها الهائل أطفالها كمصدر للشعور بالأمومة والبقاء والامتداد كل هذه الارتباطات تجعل المرأة في حالة قلق دائم . حتى دون أن تعي أسباب هذا القلق ومصادره ) وشعور بعدم الامان والخوف من المجهول ويكون السبب الحقيقي هو الخوف من فقد هذه الارتباطات كلها أو بعضها واذا حدث فعلا وفقدت المرأة أحد هذه الارتباطات فان هذا الفقد يترك في نفسها حزنا عميقا وجرحا غائرا يعيش معها فترة طويلة أكثر مما يحدث مع الرجل وهذه الارتباطات والعلاقات أحيانا تحمل الكثير من الصراعات التي تشقى بها المرأة إذا لم تستطع حلها أو حسمها ، فمثلا ربما تعاني معاناة شديدة من زوجها ولكنها مضطرة للاستمرار معه من أجل أطفالها أما الرجل فينعم باستقلال أكثر ويشعر أنه يستطيع الاعتماد على نفسه في أشياء كثيرة ويستطيع أن يعيش حياته كما يريد وأن قدرته على التكيف أكبر من المرأة ( باستثناء بعض الحالات التي ينعكس فيها هذا الوضع ولكنها ليست بالكثيرة التي تسمح بتعميمها ) .. وعلى الرغم من وجود نفس الارتباطات للرجل الا أنها ليست محملة بنفس شحنة المشاعر التي وجدناها لدى المرأة وليست بنفس الأهمية والمرأة تضع عواطفها في اغلب الأمور (على الرغم من وجود بعض الاستثناءات) لذلك فهي تعاني كثيرا حيث أن الحياة متقلبة وعواطفها أيضا متقلبة.. والمرأة تعمل بلا أجازه ، فطالما أن لها زوجا وأطفالا فهي لا تستطيع أن تقول : " أنا اليوم راحة " لان الزوج لن يكف عن مطالبه وان كف هو فلن يكف الأطفال ، لذلك فهي تعمل باستمرار أما الرجل فهو يأخذ راحته في أيام العطلة فينام كما يشاء ويصحو وقتما يحب ولذلك فالمرأة أكثر تعبا وإرهاقا من الرجل .. والمرأة قد أيتدرجت لمنافسة غير متكافئة في سوق العمل حيث رأيناها تلهث خارج المنزل بدعوى تحقيق ذاتها ، فدفعت ثمنا غالبا حيث أضيف الى العوامل السابق ذكرها عامل المنافسة خارج المنزل فهي تريد أن تنجح في عملها وستمر فيه وفي نفس الوقت تريد أن تحتفظ بمكانتها كزوجة لدى زوجها وبمكانتها كأم لدى أطفالها ، تلهث ليلا ونهارا لتسديد فاتورة كل هذه الالتزامات وكثيرا ما تنس احتياجاتها هي وسط هذا الزحام ن وهي تضيف الى حياتها صراعات جديدة ومشاعر سلبية أهمها الشعور بالذنب خاصة إذا قصرت في أحد هذه الأدوار ( وهي لا بد مقصرة) المتعددة والمرهقة ) ..


ومن الناحية العضوية فالمرأة لها تركيبتها الجسمانية والفسيولوجية الخاصة مما يجعلها تحتاج أن تكون في وضع يناسب هذه التركيبة ولكن المرأة في المجتمعات الحديثة قد دفعت دفعا لان تخالف هذه التركيبة الفطرية فحدثت المعاناة .. فمثلا المرأة بطبعها أضعف جسما من الرجل من الناحية العضلية ( مع وجود بعض الاستثناءات) وهي تمر بتغيرات فسيولوجية شهرية تصاحبها تغيرات هرمونية كبيرة تؤثر على كل وظائفها وهي تحتاج في أوقات كثيرة الى الراحة والرعاية. فإذا كانت تنافس الرجل في كل الأعمال فأنها لا تستطيع الحصول على حقها من الراحة والرعاية فمثلا هي تقوم في الصباح الباكر تعد نفسها وأطفالها لكي تذهب هي للعمل ويذهب أطفالها للمدرسة ، وتعود مجهدة من العمل ولكنها لا تستطيع الراحة ، فلديها متطلبات نحو أطفالها ومتطلبات نحو زوجها ..وفي الليل لا تستطيع النوم بسبب متطلبات أطفالها خاصة إذا كانوا صغارا أو كان أحدهم رضيعا ثم تصحو من النوم وهي مرهقة ومطلوب منها ان تبدأ يوما شاقا ن كل هذه الأعباء لا ترحم في المرأة ضعفها واحتياجاتها للراحة خاصة في فترات الطمث وعقب الولادة ..ولقد أجريت دراسة على أحد المجتمعات الإسلامية فوجد أن نسبة الاضطرابات النفسية لدى المرأة لا تزيد على نسبتها لدى الرجل وان هذه النسبة اقل من مثيلاتها في المجتمعات الغربية ، والتفسير لذلك هو أن المرأة في المجتمعات الإسلامية ما زالت في الأغلب تتمتع بالرعاية والحماية من الأب والأخ والزوج والأم والأطفال وهي لا تشعر بعدم الامان الذي تشعر به المرأة الغربية حيث أن هناك اكثر من مصدر متاح للرعاية ي حالة عجزها أو فشلها في تحقيق هدف معين ، فهي في النهاية لن تجوع ولن تلقي في الشارع بل ستحضنها الأسرة ويحتضنها المجتمع ... وهي حتى إذا خرجت للعمل فهي لا تخرج أليه مضطرة للحصول على لقمة عيشها وانما تعمل --- إذا أرادت لتحقيق أهداف إيجابية نافعة لها أو لأسرتها أو لمجتمعها ، وهي تشعر أنها تملك العودة الى بيتها لتنعم بالاستقرار الذي تريده في الوقت الذي تريده على العكس من المرأة الغربية التي تشعر أنها لو تركت عملها ضاعت حيث لا رعاية من الزوج ولا حماية من الأسرة .. ومن هنا نفهم البعد النفسي لقوامة الرجل على المرأة تلك القوامة التي تستنكفها بعض النساء ... بل وتحاربها جهلا بحكمتها وطبيعتها أو تأثرا بتجارب سلبية من بعض الرجال ، أو تأثرا بآراء واتجاهات شقي بها أصحابها ولم يثبت صحتها أو فعاليتها عند التطبيق رغم بريقها الظاهر للنظر القصير .. والمرأة لا تعبر عن اكتئابها بمشاعرها الحزينة فقط وانما تعبر عنه أحيانا بلغة جسمها فترى المرأة كثيرة الشكوى الجسمانية من صداع وآلام في الرقبة أو الظهر او الصدر أو البطن أو الأقدام .. الخ وتكون هذه الآلام الجسمانية صرخات استغاثة وصرخات استرحام واستعطاف للمحيطين بها ( دون أن تدري هي أو يدرون هم) وتزداد هذه الشكاوي الجسمانية أكثر في الفترات التي تشعر المرأة فيها بضعفها أو ضعف دورها مثلا حين تبلغ السن الذي ينقطع فيه حيضها ويتوقف إنجابها تبدأ في الشعور بالحزن والكآبة وتكثر شكواها الجسدية وزياراتها للأطباء دون جدوى وحين تعاني المرأة ولا تجد عونا من حولها ولا تعرف هي كيف تواجه مصاعبها وتسلك المسالك الإيجابية لذلك فأنها ربما تقع فريسة لمسالك سلبية كثيرة فتسرف في عالم الادمان دون ان تدري ولعل هذا الذي ذكرنا يجعلنا نقترب أكثر من فهم وصية الرسول ص " استوصوا بالنساء خيرا" في اللحظات الأخيرة في من حياته


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
noureen
مجموعه العضوات النشيطات
مجموعه العضوات النشيطات
مشاركات: 3779
اشترك في: 03 ديسمبر 2009, 22:26
النوع: انثى
الحاله الاجتماعيه: غير متزوج
الحاله الوظيفيه: موظفه حكوميه
انا حاليا: متفائل
مكان: مصر أم الدنيا

Re: المرأة والاكتئاب

مشاركة بواسطة noureen »

تسلمى جاسمين موضوع حقيقى و هام لكل إمرأة

و اشكرك على مواضيعك الجميلة فى المنتدى
(*&) (*&) (*&)
صورة صورة رأس البر دمياط

صورة

صورة

مصرية و افتخر

صورة
اللهم احفظ بلادنا و نجها من كل سوء .. و احفظ شعوبنا واحقن دمائنا و انصرنا ..
يارب احمى مصر
أضف رد جديد

العودة إلى ”المنتدى العلمى“